responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 318
[الزكاة ومصارفها] (1)
إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60].

[مناسبة الآيات لما قبلها]
وحين عرضت الآيات الكريمة لهذا الخلق من أخلاق المنافقين وهو الطعن فى القادة والتشكيك فى نزاهتهم، وانتهاز فرصة تقسيم الأموال؛ لأن ذلك عند الناس هو نطفة الخيانة والطمع، وخصوصا إذا لم ينالوا من هذه الأعطيات ما يرضى مطامعهم، ناسب بعد ذلك أن تقرر أحكام الصدقات وبيان مصارفها حتى يكون فى هذا التقرير قطع ألسنتهم، وتسجيل براءة من يتهمونهم بالباطل، فجاءت هذه الآية الكريمة تقرر مصارف الصدقات.

[أقسام الصدقات]
والصدقات قسمان: قسم هو الفريضة الواجبة، وقسم تطوع وتبرع، والأول هو الذى أطلق عليه فى العرف الفقهى: الزكاة، والثانى ما غلب عليه اسم الصدقة وإن كان كلاهما فى الواقع صدقة، وأطلق عليهما هذا اللفظ فى كتاب الله تبارك وتعالى معا كما فى قوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ [البقرة: 271].

[متى فرضت الزكاة؟]
وفرضت الزكاة مع الصلاة فى أول الإسلام بمكة بدليل اقترانهما فى كثير من الآيات المكيّة، ولأن الصلاة هى مظهر الإسلام البدنى العملى، والزكاة هى شعيرته المالية، والأولى صلة بين الخالق والمخلوق، والثانية صلة بين المخلوقين بعضهم وبعض، والعقيدة أساسهما معا، وما جاء الإسلام إلا لهذين المقصدين الجليلين. ولكن الزكاة كانت

(1) نشرت فى مجلة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية فى العدد (187) الصادر فى 11 من ربيع الآخر سنة 1367 هـ- 21 من فبراير سنة 1948 م. والعدد (188) من المجلة نفسها الصادر فى 18 من ربيع الآخر سنة 1367 هـ- 28 من فبراير سنة 1948 م.
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست